أخبار اليمنحقوق وحرياتقضايا تحت المجهرمنوعات

ثمانية اعوام تحت نيران العدوان … تقرير حقوقي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين بمناسبة يوم الصمود ( تقرير )

سبأ بوست | تقرير .
كشف تقرير حديث لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين في اليمن عن ارتفاع عدد الأشخاص ذوي الإعاقة من ثلاثة ملايين قبل العدوان إلى 4.5 ملايين شخص جراء الحرب الدامية والحصار القائم الذي تشهده اليمن منذ الثمانية اعوام من قبل دول العدوان الامريكي السعودي الاماراتي.

واوضح الصندوق في تقرير بمناسبة الذكرى الثامنة ليوم الصمود 26مارس 2023م.:” أن حوالي ثمانون ألف مدني من اليمنيين اصيبوا بإعاقات مختلفة منذ بداية العدوان معظمهم من الأطفال والنساء نتيجة الأعمال العدائية المسلحة وانتشار مخلفات الحرب من قنابل عنقودية واجسام متفجرة إضافة إلى القصف العشوائي والمباشر على المباني والاعيان المدنية وكذلك استخدام العدوان للأسلحة المحرمة دولياً التي تؤدي إلى التشوهات الخلقية ، متوقعا أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير”.

وذكر التقرير الذي تلقى موقع (سبأ بوست ) نسخة منه، أن معاقي اليمن يقتلون وتنتهك حقوقهم جراء العدوان والحصار المفروض من قبل العدوان بغطاء أممي ودولي، حيث سقطت في اليمن كل القوانين والمواثيق التي أطلقتها الأمم المتحدة ولم يعد لها أي دور في الحفاظ ولو على جزء يسير من حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة في اليمن.

وأشار إلى العدوان أثر على الآلاف من المعاقين بفئاتهم المختلفة الذين نزحوا من محافظات ومناطق الصراع الى مناطق أخرى أكثر أمنناً حيث يعيشون في أوضاع نفسية واجتماعية وصحية حرجة ، هم بحاجه ماسة الى المساعدات الإنسانية العاجلة مؤكدا أن 84% من أولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقة لا يجدون الدعم الكافي ممن حولهم لرعاية الأطفال من هذه الفئة.

واكد التقرير أن ايرادات صندوق رعاية وتأهيل المعاقين شهدت خلال فترة العدوان تراجعا حادا، لعوامل عده ابرزها قصف عدد من المصانع والشركات التي كان الصندوق يعتمد على تحصيل الايرادات منها وفقا للقانون كمصانع الاسمنت، فضلا عن توقف شركات الطيران، وكذا تراجع وتوقف الايرادات القادمة من شركات السجائر في عدن، وتضاؤل المبالغ الموردة لحساب الصندوق من شركة السجائر في صنعاء وتعز نظرا لعدم توفر المواد الخام.

ووفقاً للتقرير فقد انخفضت الايرادات الخاصة بصندوق رعاية وتأهيل المعاقين بفعل العدوان الى ما دون الخمسين بالمائة حيث تراجعت الايرادات المتوقعة للعام 2015م من (6,120,000,000) ريـال إلى (3,394,513,388) ريـال، فيما تراجعت ايرادات العام 2016م. من (6,242,400,000) ريـال إلى (3,242,913,757) ريـال،وفي العام 2017م. انخفضت ايرادات الصندوق من (6,367,248,000) ريـال إلى (3,487,166,135) ريـال، في حين شهد العام 2018 م تراجعاً حاداً ومخيفاً في ايرادات الصندوق بعد ان بلغ حجم التراجع نحو 70% من الايراد المتوقع الذي تراجع من (6,494,592,960) ريـال الى (2,738,874,143) ريـال فقط.

ولفت التقرير إلى أنه ومع إنخفاض موارد واعتمادات الصندوق تقلص حجم الدعم المؤسسي المقدم من صندوق رعاية وتأهيل لرعاياه وشركاءه من الجمعيات والمراكز المعنية برعاية الاشخاص ذوي الاعاقة في اليمن بنسبة (87.6%) حيث تراجع عدد المؤسسات المستفيدة من خدمات ودعم الصندوق من (135) جمعية ومركز في العاصمة وباقي المحافظات قبل العدوان الى (65) مؤسسة الامر الذي حرم عشرات الالاف من الاشخاص ذوي الاعاقة من الخدمات .

وبحسب الاحصائيات فقد بلغ عدد الخدمات التي حرم الاشخاص ذوي الاعاقة من الحصول عليها خلال سنوات العدوان (121.709) خدمة منها (21.019) خدمة مالية و (11.804) خدمة عينية، و (19.515) خدمة تأهيلية، و (4.667) خدمة ثقافية واجتماعية،
و(41.550) خدمة صحية، تشمل العمليات الجراحية والادوية والمستلزمات الطبية والفحوصات والعلاج الطبيعي والنطقي،فيما بلغ عدد الطلاب من الاشخاص ذوي الاعاقة الذين حرموا من خدمات التعليم في مختلف مراحله (6.322) طالب وطالبة، الى جانب (16.832) خدمة في فروع الصندوق.

وقال التقرير إن الحرب على اليمن حرمت أكثر من (200.000) ألف طالب وطالبه من الأشخاص ذوي الاعاقة من الخدمات التعليمية التي كان الصندوق يقوم بدعمها ويقدمها لهم قبل العدوان مشيرا إلى أن هناك أكثر من (170.000) معاق ومعاقة حرموا من مستحقات الضمان الاجتماعي منذ بداية العدوان، وحوالي (11.500) موظف وموظفة من ذوي الاحتياجات الخاصة الموظفين في مختلف الجهات الحكومية حرموا من رواتبهم الشهرية طيلة سنوات العدوان والحصار.

مبيناً أن 90 % من الاشخاص ذوي الاعاقة في اليمن يعيشون تحت خط الفقر في ظل ظروف انسانية صعبة ووضع صحي حرج للغاية نتيجة العدوان والحصار الذي فاقم من معاناتهم وتسبب في انعدام الادوية الضرورية التي يحتاجون إليها فضلا عن منعهم من السفر لتلقي العلاج خارج البلاد بسبب اغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية خلال سنوات الحرب الماضية .

وأضاف التقرير :” أن ارتفاع عدد الأشخاص ذوي الإعاقة وتعدد احتياجاتهم وارتفاع أسعار الخدمات المقدمة لهم إلى ثلاث أضعاف عما كانت عليه قبل العدوان في ظل الامكانيات المحدودة وشح الدعم المتاح وانخفاض ايرادات الصندوق ترك عبء كبير على الصندوق في تلبية وتوفير تلك الاحتياجات على نحو راكم من مديونية الصندوق للجهات المقدمة للخدمات بمبلغ (1.800.000.000) مليار وثمان مائة مليون ريال في الوقت الذي تتنصل فيه الجهات والشركات المعنية تتنصل عن التزاماتها بتوريد النسب المخصصة لهذه الشريحة وفقاً للقانون إلى حساب الصندوق مستغلة الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد.

ونوه بأن العدوان تسبب باغلاق أكثر من (200) جمعية ومؤسسة خدمية ودور رعاية ومنظمة مجتمع مدني عاملة في مجال خدمة ورعاية الاشخاص ذوي الاعاقة نتيجة الظروف المادية وعدم تمكن الصندوق من تقديم الدعم المالي لهذه الجمعيات والمراكز لتسديد اجاراتها ونفقاتها التشغيلية المختلفة.

وتطرق التقرير إلى جرائم الاستهداف والقصف المباشر الذي تعرضت لها مقرات الصندوق والجمعيات التابعة له من قبل طيران العدوان كجريمة استهداف مركز النور لرعاية المكفوفين بأمانة العاصمة صنعاء بتاريخ 5/1/2016م. وقصف مبنى فرع صندوق المعاقين بمحافظة الحديدة من قبل مرتزقة العدوان إضافة إلى جريمة قصف مبنى جمعية الامل لرعاية الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية بمحافظة تعز وكذلك قصف مبنى جمعية المعاقين حركياً بمحافظة تعز .

وحمل الصندوق ، تحالف العدوان بقيادة أمريكا والسعودية المسؤولية عن كل الجرائم والانتهاكات بحق الاشخاص ذوي الاعاقة خاصة النساء والأطفال، على مدى ثماني سنوات، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والهيئات الحقوقية والإنسانية بتحمّل المسؤولية القانونية والإنسانية تجاه الانتهاكات، والمجازر البشعة التي تحدث بحق المعاقين اليمنيين.

ودعا أحرار العالم إلى التحرّك الفعّال والإيجابي لإيقاف العدوان وحماية الاشخاص ذوي الاعاقة، وتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في كافة الجرائم المرتكبة بحق المعاقين، ومحاسبة كل من يثبت تورّطه فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى