أخبار اليمنالعالمحقوق وحرياتقضايا تحت المجهر

جحيم الإعاقه في اليمن … ارتفاع مقلق في أعداد المعاقين وانتشار مرعب للإعاقة الذهنية بين الأطفال ( تقرير صادم )

سبأ بوست | عبدالسلام المساجدي.
أظهرت إحصائية رسمية حديثة صادرة عن صندوق رعاية وتأهيل المعاقين في اليمن ارتفاعًا مقلقًا في عدد المعاقين في البلاد، حيث بلغ العدد الإجمالي حوالي خمسة ملايين معاق ومعاقة، وتعتبر هذه الإحصائية مبدئية ومرشحة للزيادة.

ووفقًا للتقرير الإحصائي فإن الصندوق، يستقبل يوميًا عبر مقره الرئيس في العاصمة صنعاء أكثر من أربعين حالة إعاقة جديدة، معظمهم من الاطفال ، وتشير الدراسة إلى أن 90٪ من الأطفال المعاقين يعانون من إعاقة ذهنية ناتجة عن ضمور في الدماغ.

وتشير الاحصاءات إلى أن هناك عدة عوامل رئيسية تسهم بشكل كبير في ارتفاع عدد حالات الإعاقة بين الأطفال في اليمن ، ابرزها استخدام الأسلحة المحظورة، من قبل التحالف العربي أثناء حربه في اليمن إضافة إلى سوء التغذية أثناء الحمل، ونقص الأكسجين عند الولادة، إلى جانب العامل الوراثي النتاج عن زواج الأقارب.

تعاني اليمن من أزمة إنسانية خانقة بسبب الحرب المستمرة والنزاع المسلح، مما أدى إلى تفاقم الوضع الصحي والاجتماعي في البلاد، وتزداد المخاطر الصحية بشكل خاص على الأطفال، الذين يعانون من آثار الحرب ونقص الرعاية الصحية الملائمة.

تمثل هذه التقديرات الإحصائية إشارة مهمة وقوية إلى الأزمة المستمرة التي يواجهها اليمن، وتعزز الضرورة الملحة لاتخاذ إجراءات فعالة لتحسين الرعاية والدعم للأشخاص ذوي الإعاقة، يجب على المجتمع الدولي والجهات المعنية في اليمن العمل بشكل مشترك لتوفير الدعم اللازم والمساعدة في توفير الخدمات الطبية والتأهيلية الملائمة للمعاقين والمعاقات.

وفي هذا الإطار حذر صندوق رعاية وتأهيل المعاقين في اليمن من أن استمرار الأوضاع الحالية قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وزيادة عبء الإعاقة على النظام الصحي والاجتماعي في البلاد.

ويأمل الصندوق في أن يساهم هذا التقرير في زيادة الوعي بحاجة المعاقين في اليمن إلى الرعاية والدعم، وضرورة توفير الخدمات اللازمة لهم، ويدعو الصندوق الحكومة والمنظمات الدولية والجمعيات المحلية إلى التعاون والتكاتف للعمل على تحسين ظروف الحياة للمعاقين وتوفير فرص التأهيل والتعليم المناسبة لهم.

على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها اليمن، فإن هناك حاجة ماسة إلى الجهود الشاملة والمستدامة لمعالجة أسباب الإعاقة والحد من تأثيرها، يتطلب ذلك تعزيز الوعي بأهمية الرعاية السليمة للأمهات خلال فترة الحمل وتوفير الرعاية الصحية الأساسية للأطفال وتوفير بيئة آمنة وصحية للنمو والتطور.

يجب أن تكون رعاية المعاقين جزءًا أساسيًا من جهود إعادة بناء اليمن وتنميته، ويجب أن تتضمن الاستراتيجيات القادمة توفير الدعم المالي والتقني للصندوق والمؤسسات المعنية بهدف تطوير الخدمات وتحسين الوضع الحالي للمعاقين.

ويرى مراقبون أن اليمن بحاجة ماسة إلى تعاون دولي أوسع نطاقًا وتعزيز الدعم الإنساني للتغلب على الأزمة الإنسانية المستمرة وتحسين ظروف الحياة للمعاقين ، مشددين على ضرورة أن يتحمل الجميع مسؤوليتهم للعمل نحو إحلال السلام والاستقرار في اليمن، والذي سيساهم في تقليل الانتهاكات والأضرار الناجمة عن النزاع وبالتالي تقليل حالات الإعاقة في المستقبل.

وتعكس التقديرات الأخيرة تحديات كبيرة تواجه اليمن في مجال الإعاقة، ولكنها تعزز أيضًا الحاجة الملحة للتدخل العاجل والمستدام للتغلب على هذه التحديات وتحقيق تحسينات في حياة المعاقين، الأمل معلق على الجهود المشتركة لتحقيق تغيير إيجابي وتوفير فرص أفضل لجميع المواطنين في اليمن، بغض النظر عن قدراتهم أو إمكانياتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى