أخبار اليمنقضايا تحت المجهركتابات

خطورة الإنحراف الإعلامي عن مسار ثورة الـ 21 من سبتمبر … “وكالة سبأ للأنباء أم دكان عامر للأنباء”

سبأ بوست | يكتبها/ د. نبيل علي الهادي.
قبل أن نخوض في مقالنا هذا، ننبه ان الحركة النقدية البنائه هي ضرورة ملحة لتقويم المسار السياسي والثقافي لليمن الحديث، يمن العزة والصمود.

ولسنا في مقالتنا نستهدف اشخاص بعينهم فالجميع كريم، والجميع يستحق الخير، فنحن ابناء مسيرة واحدة، يقودها سيد الجزيرة العربية عبدالملك الحوثي حفظه الله ورعاه، وحاشى لله ان نكون من الجاهلين.

ولكن نقدنا السياسي او الاعلامي او الثقافي، هو بغرض التقويم السليم للأداء المؤسسي للدولة، وحتى لا تنحرف مؤسسات الدولة عن اهدافها التي رسمتها ثورة 21 من سبتمبر المباركة والتي أطاحت بأنظمة العمالة والخيانة والارتزاق.

اننا نقدم نقد بناء يستهدف تصويب الكوادر الوظيفية المعنية بالعمل المؤسسي للدولة، المعنية بمستقبلنا، ومستقبل أجيالنا ، المعنية بالحفاظ على تضحيات شهداء الأمة من ابناء اليمن الذين حققوا اعظم نصر في تاريخ البشرية على دول الاستكبار العالمي.

فإذا انعدمت الحركة النقدية فسوف يتيح الأمر للمسؤولين المعنيين ان تتضخم ذاتهم وتتفرعن، وهنا ندخل مرحلة الصراعات والتعصبات كما كان حاصل في النظام السابق، جماعة علي محسن، جماعة علي صالح، جماعة زعطان وجماعة فلتان.

لهذا كان من الضروري ان نتحدث عن اداء وكالة سبأ للأنباء وعن الدور الاعلامي الذي تقوم به.

فهل يستوعب الاخ العزيز المجاهد الاستاذ/ نصر الدين عامر معنى مصطلح (وكالة) فكلمة (وكالة) تعني ان هناك فريق عمل متخصص، يستنفر في كافة المجالات والميادين، اي اننا نتحدث عن طاقم يتعامل مع عباقرة الفكر السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي في الداخل والخارج ، وكلمة (وكالة) تعني انها تمتلك قاعدة بيانات ومعلومات عريضة على مستوى اليمن، والعالم.
وتستطيع من خلالها ان توظفها لخدمة الدولة في مواجهة دول العدوان وضربها من كل زاوية.

معنى كلمة (وكالة) انها تمتلك الكفاءة العالية لتقدم التحليلات الميدانية في كل المجالات التي ذكرناها، وتمتلك القدرة في تقديم الدراسات الإعلامية الفريدة والقوية و التي ترتقي بالعمل الاعلامي والتعليمي في نفس الوقت.

لكننا للأسف أصبحنا نراك أستاذ عامر تظهر في كل حدث، وكل امر طارئ.

حتى أننا لم نعد نرى شعار الوكالة العالمية لسبأ، واصبحت وكالتنا اشبه بدكان خاص بك تفتحه متى ما تريد، لتطل علينا منه في الوقت الذي يعجبك انت وليس وفق خطة إعلامية مدروسة ترصد تحركات العدو من كل جانب.

فنحن اصبحنا نراك أنت السياسي وانت الثقافي، وانت الاجتماعي، وانت القانوني، وانت الامني، وانت كل تقرير وكل اعلامي، وكل منتاج، وكل مخرج، حتى اصبحت انت تظهر اكثر من شعار الوكالة ذاتها.

انت الذي لا موظف الا انت في هذا الدكان الوطني العجيب.

اخي الكريم نعلم ان الروح الجهادية عندك عالية، لكنك بهذا الحماس قد قتلت الوكالة، واصبحنا نتلقى الأنباء من دكانك مباشرة، فمتى ما شعبت فتحت الدكان ونزلت لنا بخبر، او هشتاق،وهذا يفقدنا الإتصال بالعالم، ويفقدنا التعرف على كوادرنا الإعلامية، ويفقدنا أيضاً تطوير الكوادر الوظيفية المهنية المعنية بالعمل الإعلامي.

كما ان العمل إلاعلامي له مسار ثابت لا يتبدل وله وظيفة واحده، وهي نقل الرسالة الإعلامية التي توحد المسار الفكري السياسي بين الشعب والدولة، حتى تصبح الدولة والشعب هي امه واحده، همها وغايتها تحقيق أهداف ثورة الـ 21 من سبتمبر، وليس بما يعزز تقدم شخصيتكم النشطة حتى تصبح وزيراً.

فقد لاحظنا اخي الكريم في كثير من رسائلكم الإعلامية انها لا توحد المسار الفكري السياسي للشعب، بل انها تخلق صراعات سياسية داخلية، وآخرها ما اطلقتوه في حملة الحظر، بالحظر، ومرتباتنا من نفطنا وغازنا.

جاءت هذه الهشتاقات في الوقت الذي كانت فيه القوات الامريكية الإسرائيلية تزحف بجيوشها وتقترب من مياهنا الإقليمية، فكان اهتمام الدولة والقيادة الثورية في وادي.

وانت ومن معك تغردون في وادي آخر، وفتحتم جبهة اعلامية النتيجة سببت لنا مناكفات داخلية، قسمت الشارع بين مؤيد لكم ومعارض، ولا يهمنا من فاز بالحملة فالكل خاسر لأنها داخلية وليست موجهة لنحر العدو مباشرة.

فهل تعلم اننا اصبحنا دولة يجب ان تحتوي الجميع، ام اننا مازلنا نقود اعلامنا وكأننا في خيمة الدائري لعام 2011م؟

فإذا اعلامنا في أحلك ظرف والقوات الأمريكية تزحف باساطيلها وبورجها الى باب المندب لم يستوعب ما كان يجب ان يقوم به.
فكيف سوف يدرك اعلامنا الغيات من أهداف الثورة الخالدة؟!!!!!

اين دور زملائكم المختصين في مجال الاعلام السياسي في هذه اللحظات الحاسمة؟ لماذا لا يساعدوكم، لماذا لا تترك لهم فرصة ليظهروا معكم في متارسهم الإعلامية بوجه الأمريكان، وتنجح الوكالة بكل طاقمها.

فهل يا ترى يوجد لدى وكالة سبأ محلليين سياسيين غيرك ؟ وهل يوجد خبراء في التحليل الاقتصادي غيرك؟ هل يوجد مختصيين في التحليل الامني غيرك؟

في الحقيقة اصبحنا من كثرة ظهورك نشعر ان وكالة سبأ قد اصبحت وكالة عامر للأنباء.

فمثل ما تظهر علينا ونستمع لك، استمع إلينا ونحن نحدثك كيف نراك.

استمع لنا ونحن نسأل أين خبراء الإعلام في الجامعات والكليات، اغلبهم ان لم يكونوا جميعهم ضد العدوان، فالماذا لا يتم احتوائهم والاستفادة منهم؟!!!!

فاليمن فيها جهابذة الاعلام ومفكرين وخبراء، لكنكم لا تروهم، ولن تروهم، وهم الان مهمشين في بيوتهم، لماذا لا تستفيدوا منهم؟ لماذا لا يتوسع المحور الإعلامي وينطلق الجميع في مواجهة العدو؟!!!

تخيل عزيزي عامر، لو انك دخلت دورة ثقافية لمدة شهر، تعرف ماذا يعني هذا؟!!!!

معناه ان الوكالة سوف تغلق ابوابها وتتوقف عن التواصل مع العالم الخارجي والداخلي حتى تخرج انت من الدورة، وذلك لأنكم تديرون الإعلام بطريقة غير مهنية لا ترتبط وظيفياً بالعمل المؤسسي.

تديرون الإعلام وكأنه دكان في باب السباح، وسوف يتقاسمه الورثة من بعدكم.
وانتم هكذا تقزمون اليمن، وتختزلوها فيكم، وتظنون انكم تخدمون اليمن.

دعني يا رفيق الجهاد احدثك عن هامة اعلامية في محور المقاومة، لنتعلم منها فن إدارة الإعلام ،وهو في نفس الوقت هامة سياسية وثقافية أيضاً مخضرمه، والجميع يعرف هذه الشخصية اكثر مني.

هذه الهامة الاعلامية هي من أسست شبكة الجزيرة في قطر واصبحت الان تصارع القنوات الاعلامية العالمية واصبح لها صيت اعلامي الكل يشهد له، بل اصبحت هي من تسقط الدول والانظمة بإعلامها المتقدم مهنياً وفنياً.

هذه الهامة الاعلامية العربية المفكرة اسمها، غسان بن جدو هو ذاته المؤسس اليوم لشبكة الميادين التي امتلكت رصيد عملاق من المفكرين في كل المجالات الحيوية بالعالم، وتستطيع ان توظفهم بما يخدم الانتصار على العدو الصهيوني الإسرائيلي والأمريكي

السؤال المهم يقول:

كم مرة ظهر علينا غسان بن جدو عندما كان يرأس العمل الإعلامي في الجزيرة بدولة قطر خلال العشر السنوات التي عمل فيها؟

وكم ظهر علينا غسان بن جدو وهو الان في قناة الميادين لسنوات تجاوزت 15 سنة تقريباً، ويمثل رأس الحربة الاعلامية في صدر اسرائيل؟
ويعتبر الان الرمز الاعلامي الاول لمحور المقاومة.

كم مرة يتحدث ويقدم نفسه سياسي مخضرم، او مثقف مخضرم او اقتصادي، مع انه يمتلك القدرات و يستطيع ان يقدم نفسه على كافة المستويات، الا اننا لا نراه الا في العشر السنوات الا مره واحده، في لقاءات خاصة تحكمها ظروف امنية، تعرف لماذا يا صديقي لا يظهر السيد غسان على الشاشات؟

والسبب انه يتحاشى الظهور، ليس عجزاً بل لأنه يهتم بوظيفته الإعلامية بمهنية عالية، ويريد ان ينجح وعلى اكمل وجه، همه ان نحر العدو الإسرائيلي، وليس همه ان يكون وزيراً، او رئيساً لمؤسسة لها ميزانية مالية ضخمة، تزيدها استعلاء وكبر على الناس.

فغسان بن جدو يدرك تماماً ان وظيفته نقل الرسائل الاعلامية سواء كانت سياسة او ثقافية او اقتصادية عبر شخصيات متخصصة لها قدراتها الخاصة،

وليس غسان بن جدو المرسل لكل الرسائل ، والمستقبل لها والمحلل والمقدم والموضح، والمفسبك والمغرد والمهشتق،

ليس غسان من يقدم نفسه الخبير السياسي والخبير الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والخبير الامني كما نفعل نحن.

هو ينقل فقط رسائل من طرف قيادة محور المقاومة إلى العدو بطريقة ذكية، فيصيب العدو في نفسه ويدمره بأسلوبه الاعلامي الخفي الذي لا يراه بشر.

تستطيع ان تقول هو ناقل ذكي للسياسات الاعلامية والتي نشاهدها عبر التقارير السياسية التي تتحدث عنها دول العدوان.

ينقل رسائل سياسية إعلامية عبر برامج خاصة فيستضيف شخصيات لها حضورها العربي والعالمي ولها جمهورها، من أجل توحيد محور المقاومة من اجل ان تستفيد منها القيادة الثورية والقاعدة الشعبية المنتمية لمحور ، ولكل من هو يناهض الصهيونية العالمية.

هو اذاً يوحد الفكر السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي لمحور المقاومة بطريقة ذكية، وشعوب المنطقة، وبما يجعل كل منتسبي المقاومة يفكرون بما تفكر به قيادتهم.
هذه يا استاذ عامر هي وظيفة الإعلامي بختصار شديد.

يا استاذ عامر اعرف غسان بن جدو لأكثر من 25 عاماً ولم اراه يوماً واحداً على شاشة التلفزيون يخاطب الجماهير والشعب كما تخاطب انت الناس، لأن هذه الخطابات ليست من اختصاصه، فهي تترك لأهلها، تترك للمختصين المعنيين، تترك للمتحدثين الملمين بالأسس المعرفية، وكلاً حسب علمه وقدراته ومهاراته وخبرته ومجاله.

هل احد منا رأى غسان بن جدو خلال حرب تموز 2006م، رغم ان وجوده كان في غاية الأهمية،
لكنه افسح المجال، للخبراء امثال قنديل، ويحيى ابو زكريا، وهيكل،

في نفس الوقت ان يعلم زملائه بكل محبه ولطف، كيف يكونوا إعلاميين على مستوى العالم،

كان قد صنع غسان لليوم عشرات الغساسنة من الإعلاميين المخضرمين، واصبحت اليوم هناك الكتائب الغسانية التي تواجه اعلام امريكا وأوروبا بكل ضراوة واستبسال.

فكم يا ترى صنعنا من الاعلاميين اليمنيين غسانيون من يوم اصبح الاعلام بأيدينا؟ بل اننا صنعانا اعلاميون كل واحد يسفه الثاني ويقلل من قيمته.

كل اعلامي يريد ان يقول للسيد القائد انا هنا، فهل تراني؟

كان السيد غسان بن جدو فقط من يشرف إعلامياً عن بعد على حرب تموز 2006م، وكان العمل إلاعلامي في هذه اللحظة الحساسة والحاسمة من تاريخ المقاومة الإسلامية يضع مصير لبنان، ومصير الامة العربية والإسلامية على المحك، وكان الجميع خلية واحدة، وكان الاعلام في تلك اللحظات من اعظم الاسلحة في وقتها، كان اشد وافتك من ترسانت السلاح لحزب الله كان الاعلام يرافق السيد حسن نصرالله في كل كلمة وحركة، دون ان يدخل السيد حسن، كانت المهمة موكلة جملة وتفصيل لأهلها مباشرة، دو ان ترى عيوننا اعلامي واحد، غير المذيعين، حتى تحقق النصر العظيم للبنان.

فهل رأينا غسان بن جدو استغل الاحداث وظهر وقدم لنا اي تحليل او تصريح، او تقرير، او هشتاق، او تغريده.
وانتهت الحرب بنتصار لبنان الذي انتصر مقدماً لمسيرتنا القرآنية المباركة في اليمن، ولم يظهر علينا سيد غسان الا مرة واحدة فقط، اذكر انها كانت في مقابلة خاصة مع سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله، حكمتها الظروف الامنية، وليس لأنه رئيس شبكة الميادين او الجزيرة.

وانت يا عزيزي تظهر لنا حتى على مستوى الهشتاق، والغريب ان هناك قيادات يمنية لها ثقلها في محور المقاومة والعدو يهابها، ويخشاها، ويعمل لها الف حساب،
وانتم توظفوا هذه القيادات بشكل سطحي، تجعلون منها قيادات تنفعل مع الهشتاقات، وتجميع القلوب التي تسجل اعجابها، جعلتموها تفعل ما يفعل الصغار، الكل يهشتق والكل يصفق، والكل يصفر من اجل يقول نحن هنا.

ارجوكم لا تقتلوا هيبة رجالنا، وتجعلوها تظهر على كل بعسيسة، وقلاية، اذا لا تستطيع من ادارة الإعلام الا عبر توظيف الشخصيات التي لها ثقلها وحضورها في الساحة اليمنية والإقليمية فأنصحكم ان تستعينوا بخبراء يعينوكم، ولن اقول استقيلوا

الاعلامي الحقيقي الناجح يا رفيقي هو من يختفي عن الانظار، ويتجنب الظهور على الشاشات، حتى لا يقتل القناة الاعلامية، لكنه هو العنصر الفعال بعد القائد مباشرة، لأنه من يحرك الاوراق السياسية بدهاء عجيب لصالح قضية أمته.
الاعلامي الناجح هو من يحاول ان يستفيد من كل الجنود على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والامنية، ويستفيد من كل الخبرات والقدرات لنصرة القضية التي ضحى من اجلها الشهداء ووهبوا انفسهم لها.

اجزم اننا في مسيرتنا المباركة مازلنا ندير الإعلام المحلي نحو الداخل بطريقة الهوشلية والعشوائية والانانية المفرطة، نريد ان نرى كم معنا لايكات كم ترندات، وكم قلوب حمرت.

فالحمدلله على نعمة قناة المسيرة التي تدرب طاقمها خارج ساحاتنا المحلية وعلى يد خبرات تدربت هي على يد النبراس غسان بن جدو.

في الاخير
ارجو ان لا نقع في نفس الاخطاء التي وقع فيها النظام السابق، مع ان النظام السابق كان يدير الاعلام بمهنية قوية الا ان رسالته كانت مزورة تتبنى قضايا عائلية، ولم تتبنى قضايا امه، وهذا ما جعله يسقط أمام جند الله الغالبون.

دعني يا رفيق الهشتاقات ننسى غسان بن جدو، ودعني احدثك قليلاً عن موظفة بسيطة كانت وماتزال تعمل تحت لواء السيد غسان وتدربت تحت قيادته.

دعني احدثك عن زهراء ديراني، تلك الإعلامية الفطنة، التي تصدر كل شهر تقريراً إعلامياً يجعل جميع أفراد محور المقاومة من إيران إلى سوريا الى لبنان الى فلسطين وحتى اليمن يصغي بكل جوارحه لها، ويتأثر بها.
بل حتى اعلام العدو، ومن في حلفه يدور يصاب بالكئابة في كل شهر مره او مرتين، كلما نزل تقريرها.

هل تعلم يا عزيزي كم يكلف التقرير الإعلامي لزهراء ديراني المزلزل، و الذي يضج به العالم، انه لا يتجاوز في تكلفته 500 دولار.

بينما نحن لدينا وزارة اعلام ووكالة سبأ، ومراكز اعلامية، ومصروفات تشغيلية، وبدلات اجتماعات، ننفق عليها مئات الملايين، وإلى الآن لم ننتج حتى تقرير واحد بمستوى التقرير الاعلامية لزهراء ديراني.
الإعلام تواضع واخلاق، وعلم قائم بذاته.
يحترم اصحاب الاختصاص والخبرات، وله اساتذه وكوادر.

فماذا يعمل قطاع إعلامنا غير الفسبكه والهشتقة، كم النفقات المالية التي نصرفها، وكم مساحة تأثير اعلامنا ، وهل يوازي بتأثيره حجم الانفاق، وحجم تأثير الجبهة الجهادية التي تتصدى للعدو، فرق كبير يكاد انه لا وجود للأعلام في معركتنا مع العدو.

لا تحسب المتعاطفين مع القضية اليمنية انك من اوجدهم، فمن الطبيعي ان يتعاطف الناس مع اي حدث يمس كرامة اليمن، ويتفاعلوا معه، فلا تظنوا انكم من يحركهم، فالناس تحركهم عدالة القضية شعورهم بالظلم وليست السياسات الاعلامية التي ترسموها، لأن داخلهم انتماء لنصرة القضية، وليس اعلامكم من يجذبهم، ويسيسهم، ان كنتم تظنون هذا، فإنكم واهمون.

لدينا نفقات مالية باهضة تتبخر وليس لها اثر بحجم تقرير واحد للأعلامية اللبنانية زهراء ديراني، ارجو ان نعيد النظر في المؤسسة الإعلامية جملة وتفصيل، وان نحاول ان نستعين بمن هم أصحاب الاعلام الحقيقيون الدارسون المتخصصون، من اشتغلوا من سابق ولا تهمشوهم اكثر مما هو قائم الآن.

أخيراً في هذا المقال هي فرصة ان ندعو مكتب رئاسة الجمهورية لليقضة والانتباه وان يسارع لتبنى مشروع انشاء المركز الاعلامي للنقد والبناء، حتى يقف هذا المركز ليصوب الانحرافات الوظيفية لأجهزة للدولة، بحيث تكون مواضيعه النقدية بنائه، وهادفه.
ويكون الغرض من رسالة حركة النقد والبناء هي خدمة الدولة اثناء مسيرتها لتحقيق أهداف ثورة 21 من سبتمبر المقدسة.

ونحذر من عدم انشاء هذا المركز، فغيابه يعني تشكيل تيارات وقوى سياسية معارضة من العدم وستكون مهمتها الهدم وليس البناء.

اقامة الدولة القوية تحتاج إلى منظومة متكاملة من المؤسسات التي تبني والتي تراجع، والتي تقيم وتصوب.

نوصي بتجنب المحسوبيات والمجاملات التي تمنح المناصب بناءً على معيار زيادة (البث المباشر) وزيادة عدد القلوب التي تسجل يعجبني، فهذا الكمين جاءت به المدرسة الغرب، ليتم عبره اتخاذ قرارات سيادية ذات هوشلية، وتجنب المهنية والعلم والمعرفة واصحاب الخبرات.

ونوصي بأن تكون هناك لجنة خبراء اعلامية متخصصة هي من تنظر في قرارات إدارة العمل الإعلامي والثقافي، هي من تتحمل نتائج قبول الترشيحات والمناصب المؤثرة، فالوضع لا يحتمل المجاملات يا فخامة الرئيس المشاط.

والله من وراء القصد عزيز حكيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى